المدير العام Admin
عدد الرسائل : 435 : السٌّمعَة : 0 نقاط : 177 تاريخ التسجيل : 17/05/2008
| موضوع: أوجه التشابه بين المؤمن والنخلة كما ذكرها ابن القيم رحمه الله الجمعة 5 يونيو 2009 - 17:16 | |
| الحمد لله رب العالمين ، عن ابن عمر رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه و سلم ، قال : " إن من الشجر شجرة ، لا يسقط ورقها . وإنها مثل المسلم . حدثوني ما هي ؟ " . قال : فوقع الناس في شجر البوادي . قال عبد الله : فوقع في نفسي أنها النخلة ، ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال : " هي النخلة " . رواه البخاري في صحيحه كتاب العلم باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم . ذكر ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة أوجه التشابه بين المسلم والنخلة التي شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم بها ، أحببت أن أتحفكم بها . قال رحمه الله : " تأمل هذه النخلة التي هي إحدى آيات الله تجد فيها من الآيات والعجائب ما يبهرك . وهي تشبه المؤمن من وجوه كثيرة . أحدها : ثبات أصلها في الأرض ، واستقراره فيها ، وليست بمنزلة الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار . الثاني : طيب ثمرتها وحلاوتها وعموم المنفعة بها . كذلك المؤمن طيب الكلام . طيب العمل . فيه المنفعة لنفسه ولغيره . الثالث : دوام لباسها وزينتها ، فلا يسقط عنها صيفا ، ولا شتاء . كذلك المؤمن لا يزول عنه لباس التقوى وزينتها حتى يوافي ربه تعالى . الرابع : سهولة تناول ثمرتها ، وتيسره . أمَّا قصيرُها ، فلا يُحْوِجُ المتناولَ أن يرقاها . وأما باسِقُها ، فصعوده سهل بالنسبة إلى صعود الشجر الطوال ، وغيرها ، فتراها كأنها قد هيئت منها المراقي والدرج إلى أعلاها . وكذلك المؤمن خيره سهل قريب لمن رام تناوله لا بالغرِّ ، ولا باللئيم . الخامس : أن ثمرتها من أنفع ثمار العالم ، فإنه يؤكل رطبه فاكهة وحلاوة ، ويابسه يكون قُوْتًا وأُدُمًا وفاكهة ، ويتخذ منه الخل والناطف والحلوى ، ويدخل في الأدوية ، والأشربة ، وعموم المنفعة به وبالعنب فوق كل الثمار . الوجه السادس : أن النخلة أصبر الشجر على الرياح ، والجهد وغيرها من الدوح العظام . تميلها الريح تارة ، وتقلعها تارة ، وتقصف أفنانها . ولا صبر لكثير منها على العطش كصبر النخلة . فكذلك المؤمن صبور على البلاء لا تزعزعه الرياح . السابع : أن النخلة كلها منفعة ، لا يسقط منها شيء بغير منفعة . فثمرها منفعة ، وجذعها فيه من المنافع مالا يجهل ، للأبنية والسقوف ، وغير ذلك . وسعفها تسقف به البيوت مكان القصب ، ويستر به الفرج والخلل ، وخُوصُها يتخذ منه المكاتل ، والزَّنابِيل ، وأنواع الآنية ، والحُصُر ، وغيرها ، وليفها وكربها فيه من المنافع ما هو معلوم عند الناس . وقد طابق بعض الناس هذه المنافع ، وصفات المسلم وجعل لكل منفعة منها صفة في المسلم تقابلها . فلما جاء إلى الشوك الذي في النخلة جعل بإزائه من المسلم صفة الحِدِّة على أعداء الله ، وأهل الفجور ، فيكون عليهم في الشدة والغلظة بمنزلة الشوك ، وللمؤمنين والمتقين بمنزلة الرُّطَب حَلاوة ولِينا : أشداء على الكفار رحماء بينهم . الثامن : أنها كلما أطال عمرها . ازداد خيرها ، وجاد ثمرها ،وكذلك المؤمن ، إذا طال عمره ازداد خيره ، وحسن عمله . التاسع : أن قلبها من أطيب القلوب ، وأحلاه . وهذا أمر خُصَّت به دون سائر الشجر . وكذلك قلب المؤمن من أطيب القلوب . العاشر : أنها لا يتعطل نفعها بالكلية أبدا . بل إن تعطلت منها منفعة ، ففيها منافع أُخَر حتى لو تعطلت ثمارها سنة ، لكان للناس في سعفها وخوصها وليفها وكربها منافع ، وهكذا المؤمن لا يخلو عن شيء من خصال الخير قط . إن أجدب منه جانب من الخير ، أخصب منه جانب ، فلا يزال خيره مأمولا ، وشره مأمونا . ورد في الترمذي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم : " خيركم من يرجى خيره ، ويؤمن شره ، وشركم من لا يرجى خيره ، ولا يؤمن شره " . انظر مفتاح دار السعادة ج 1 ص 230 . | |
|
أيمن زائر
| موضوع: رد: أوجه التشابه بين المؤمن والنخلة كما ذكرها ابن القيم رحمه الله السبت 6 يونيو 2009 - 10:34 | |
| بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على ما تقدمونه من جهد وعطاء في سبيل الأمة أخوكم في الله أيمن |
|