أمتي عود زائر
| موضوع: بيان مكة الثاني بخصوص مبادرة السلام ومناصرة غزة - من بينهم الشيخ الجبرين والراجحي والعمر الخميس 22 يناير 2009 - 21:01 | |
| بيان مكة الثاني بخصوص مبادرة السلام ومناصرة أهل غزة
المسلم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد:
فإن العدوان الهمجي الظالم الذي اقترفته عصابات الإجرام اليهودية ضد إخواننا في قطاع غزة من أرض فلسطين المسلمة، وما خلفه من مجازر بشعة وخراب واسع، وما قابل ذلك من صمود مشرف لكتائب المقاومة الجهادية، والتفافٍ ومؤازرة مذهلة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وما قدموه وبذلوه من الدماء والأموال التي لم تذهب هدرًا، بل أحيت- بإذن الله تعالى- في الأمة روح العزة والإباء، وأذكت جذوة الجهاد، وحققت معاني التلاحم والمواساة؛ ليمثل مرحلة جديدة من مراحل الصراع بين المسلمين والعدو اليهودي، ونقلة تاريخية تعيد لأمة الإسلام ثقتها بنفسها، وتؤكد على أن الجهاد في سبيل الله هو طريق النصر وسبيل التمكين، والوسيلة الناجعة لتحرير الأرض وحفظ المكتسبات وصون الكرامة، وأن ما سوى ذلك من مبادرات السلام الزائفة ما هي إلا سراب خادع وصفقة خاسرة لم يجن منها من سلك طريقها إلا مزيدًا من الذل والصغار والخسار.
وانطلاقًا مما سبق وعملاً بما أوجبه الله على أهل العلم من بيان الحق وعدم كتمانه فإن الموقعين على هذا البيان من علماء الأمة ودعاتها، ومن جوار بيت الله الحرام ليجدون لزامًا عليهم أن يبينوا لعامة المسلمين وخاصتهم، جملة من الحقائق الشرعية يمكن إجمالها فيما يلي:-
أولاً: أن السعي إلى تحرير أرض فلسطين المباركة من دنس اليهود الغاصبين هو واجب شرعي على عموم أمة الإسلام شعوبًا وحكومات، وأن ما تقوم به فصائل المقاومة الجهادية من السعي لتحقيق هذا المقصود الجليل هو من أعظم الواجبات الشرعية، وقد أجمع علماء الإسلام على وجوب جهاد الدفع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-:
"وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين، فواجب إجماعًا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط، بل يدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء، وبالتالي فإن الواجب الشرعي يحتم على الجميع السعي لدعم فصائل المقاومة الجهادية بكافة أنواع الدعم المادي والعسكري والسياسي والإعلامي، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لذلك، والحيلولة دون أي إجراء يترتب عليه إضعافها أو حصارها أو تهميش دورها.
ثانيًا: أن مبادرات السلام بين المسلمين واليهود، وما تتضمنه من الاعتراف بحق اليهود في أرض فلسطين المباركة، وما يترتب عليها من تطبيع للعلاقات معهم، والمداهنة لهم والركون إليهم، هي حرام حرام، وقد أثبتت النصوص الشرعية والحقائق التاريخية أن اليهود لا يوثق لهم بعهد أو وعد، قال تعالى: {أو كلما عاهدوا عهدًا نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون}.
ثالثًا: أنه لا حرج على فصائل المقاومة الجهادية من هدنة أو تهدئة مع العدو اليهودي شريطة أن تكون مؤقتة، إذا ترتب على ذلك مصلحة شرعية، على أن تستمر فصائل المقاومة الجهادية في بناء قدراتها الإيمانية والتربوية والعسكرية والاقتصادية، استعدادًا لجهاد العدو اليهودي واستنزافه، وذلك امتثالاً لقول الله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} الآية.
رابعًا: أن غمز المقاومة الجهادية وانتقاصها أو تحميلها لمسؤولية المذابح الشنيعة التي ارتكبها العدو اليهودي، هو من الإثم العظيم والخسران المبين، وهو من نهج المنافقين وديدنهم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير} (آل عمران: 156)، وقال تعالى: {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين}.
خامسًا: أن ما تقوم به فصائل المقاومة الجهادية من استهداف لجنود العدو اليهودي أو آلياته أو معداته أو مواطنيه، هو عمل مشروع، ما دام سببه قائمًا باغتصاب هذا العدو لأرض المسلمين، فضلاً عما يمارسه من صنوف الظلم والعدوان والحصار على المسلمين في أرض فلسطين المباركة.
سادسًا: أننا ندعوا العلماء الربانيين إلى أن يتحملوا مسؤوليتهم الشرعية في قيادة الأمة ونهوضها لما يحقق مرضاة ربها، وبيان الواجب الشرعي المنوط بكافة شرائع المجتمع، ولا سيما في حال الأزمات والفتن.
سابعًا: أننا ندعوا عموم الأمة حكومات وشعوبًا إلى تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية على كافة المستويات، ضد العدو اليهودي وكل من تعاون معه أو دَعَمه، واتخاذ كل التدابير الكفيلة بنشر هذه الثقافة بين كافة شرائح المجتمع المسلم، وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم".
ثامنًا: إننا ندعو عموم المسلمين بمد يد العون لإخوانهم في قطاع غزة بكافة أنواع الدعم المادي، والسعي لكفالة أسر ضحايا العدوان، والعمل على إعادة إعمار ما تم هدمه وتخريبه على يد العدو اليهودي، مع العلم أنه يشرع لأرباب الأموال تعجيل زكواتهم ودفعها لإخوانهم في غزة، نظرًا لحاجتهم الماسة لذلك.
وختامًا.. فإننا نوصي أنفسنا وكافة المسلمين بتقوى الله تعالى في السر والعلن.
نسأل الله تعالى أن يعز دينه ويعلي كلمته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الموقعون :
1- فضيلة الشيخ العلامة/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ، عضو الإفتاء سابقًا
2- فضيلة الشيخ العلامة/ د. عبد العزيز بن عبد الله الراجحي ، أستاذ العقيدة بجامعة الإمام
3- فضيلة الشيخ/ د. سليمان بن وائل التويجري ، عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقًا
4- فضيلة الشيخ/ أ د. ناصر بن سليمان العمر ، المشرف العام على موقع المسلم
5- أ د. أحمد بن سعد حمدان الغامدي ، الأستاذ بجامعة أم القرى
6- فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبد الرحمن البعادي ، قاضي تمييز بمكة
7- د. يوسف بن عبد الله الباحوث ، جامعة أم القرى
8- عبد العزيز بن عبد الرحمن العجلان ، مدير المعهد العلمي بمكة سابقًا
9- د. عدنان حسن با حارث ، جامعة أم القرى
10- د. عبد العزيز الحميدي ، جامعة أم القرى
11- د. إحسان بن صالح المعتاز ، جامعة أم القرى
12- د. سليمان بن محمد الصييفي ، قاضي بالمحكمة العامة بجدة
13- د. ناصر بن يحي الحنيني ، المشرف العام على مركز الفكر المعاصر
14- الشيخ/ بدر بن إبراهيم الراجحي ، قاضي بالمحكمة العامة بمكة
15- د. ستر بن ثواب الجعيد ، رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى سابقًا
16- د. راشد بن مفرح الشهري ، قاضي بالمحكم العامة بالطائف
17- د. إبراهيم بن علي الحذيفي ، جامعة أم القرى
18- د. خالد بن عبد الله الشمراني ، أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
19- د. محمد بن سعيد القحطاني ، جامعة أم القرى سابقًا
20- الأستاذ/ إبراهيم بن محمد الجار الله ، باحث في الفكر العربي والإسلامي
21- د. صالح بن درباش الزهراني جامعة أم القرى
22- الشيخ/ داود بن أحمد العلوان ، رئيس كتابة عدل متقاعد
23- إبراهيم بن خضران الزهراني ، كاتب عدل بمكة
24- تركي بن سعيد الزهراني ، عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
25- عادل بن عبد الله الحمدان ، مشرف قسم اللجان بهيئة المسجد الحرام
26- فواز خلف الثبيتي ، إدارة التعليم بالطائف
27- عبد الله محمد العسيري ، إدارة التعليم بالطائف
28- حمود بن عبد العزيز التويجري ، إمام جامع المنيرة
29- عبد الله علي النمري ، مدير الدراسات والأبحاث برابطة العالم الإسلامي
30- حسين بن محمد الحبشي ، معلم
31- ممدوح سالم الرقيب ، معلم
32- رياض علي الغامدي ، عضو هيئة التحقيق والادعاء العام
33- صالح بن حمدان الزهراني ، عضو هيئة التحقي والادعاء العام
34- عطية إبراهيم الزهراني ، رئيس لجنة الإصلاح بالمحكمة الجزئية
35- صالح بن محمد الزهراني ، مدير مدرسة تحفيظ القرآن بالطائف
36- ناصر بن علي العلي ، محاضر بالمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
37- د. علي بن سعيد الغامدي ، الجامعة الإسلامية بالمدينة سابقًا
38- عبد الرحمن بن محمد الهرفي ، الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية بالدمام
39- أ.د/ خالد بن عبد الرحمن العصيمي ، أستاذ جامعي سابق
40- د/ عبد الرحمن بن صالح المحمود ، جامعة الإمام محمد بن سعود
41- د/ عبد الله بن عبد الرحمن الوطبان ، وزارة التربية والتعليم
42- د/ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف ، أستاذ مشارك بجامعة الإمام
43- الشيخ/ عبد الله بن ناصر السليمان ، المفتش القضائي بوزارة العدل
44- د/ عبد الله بن عبد الله الزايد ، مدير الجامعة الإسلامية سابقًا
45- الشيخ/ سعد بن ناصر الغنام ، إمام وخطيب جامع الفاروق بالخرج
46- د/ خالد بن محمد الماجد ، أستاذ مساعد بكلية الشريعة
47- د/ عبد اللطيف بن عبد الله الوابل ، جامعة الملك سعود
48- د/ عبد الله بن إبراهيم الريس ، جامعة الملك سعود
49- د/ يوسف بن عبد الله الأحمد ، جامعة الإمام محمد بن سعود
50- د/ أحمد بن عبد الله الزهراني ، عميد كلية القرآن بالجامعة الإسلامية سابقًا
51- الشيخ: ناصر بن عبد الله الجربوع ، قاضي بالمحكمة العامة
52- الشيخ: فهد بن محمد بن عساكر ، داعية
53- د/ سعود بن عبد الله العينان ، جامعة الإمام
54- د/ عبد العزيز بن عبد المحسن التركي ، الموجه في إدارة التعليم سابقًا |
|