المدير العام Admin
عدد الرسائل : 435 : السٌّمعَة : 0 نقاط : 177 تاريخ التسجيل : 17/05/2008
| موضوع: حول تفجيرات الجزائر للشيخ اللحيدان والشيخ عزالدين رمضاني الأربعاء 3 سبتمبر 2008 - 21:48 | |
| تفريغ كلمة
فضيلة الشيخ صالح اللحيدان حول التفجيرات الإجرامية الأخيرة في الجزائر
السائل يقول :
سماحة الشيخ هل من نصيحة لأهل الجزائر وما يحدث في هذه الأيام من عمليات إنتحارية ذهب بسببها كثيرا من الأنفس البريئة المعصومة ؟
جواب فضيلة الشيخ صالح اللحيدان :
نسأل الله أن يهديهم ويجمع كلمتهم على الحق ويوفقهم للإجتماع على خيرهم وأن يوفقهم للسمع والطاعة لإصلاح دولة الجزائر , لتقوم بأمر الله – جل وعلا – وأمر رسوله – صلى الله عليه وسلم - .
كان عليهم أن يتشاوروا فيما بينهم وأن يحققوا قول الله في ثنائه على المؤمنين : *** وأمرهم شورى بينهم *** . وما يختلفون فيه يرجعونه إلى كتاب الله :*** وما إختلفتم فيه من شئ فأمره إلى الله *** , ويرد إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم : *** فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ***.
لا نجعل هذا العبث والجور والظلم وقتل الأنفس من نساء وشيوخ وأطفال , وتدمير أموال لأن هذا من إفساد الحرث والنسل نسأل الله العافية . فنسأل الله أن يهديهم وأن يحقق لهم إجتماع الكلمة وتعظيم الشريعة والتعاون في ما بينهم على البر والتقوى وأن يفتأ هذه العقبة عن الناس إنه رحيم , وأن يهدي عامة الناس للرجوع لأهل العلم والتقى والصلاح والفلاح وأن يوفق العلماء أن يقوموا بحق العلم من البيان والنصح وجمع الكلمة والإرشاد إلى الخير .
كما نسأله جل وعلا ان يرفع عن جميع بلاد المسلمين كل رذة وبلية إنه مجيب الدعاء. **************************************** تفريغ كلمة الشيخ عز الدين رمضاني حول التفجيرات الإجرامية الأخيرة في الجزائر
تعلمون معشر الحضور ما يحدث في بلاد المسلمين على وجه العموم وفي بلادنا على وجه الخصوص من الأمور التي يستنكرها العاقل , فضلا عن المسلم الفقيه البصير بأحكام وتعاليم دينه .
ولا يخفى عليكم ما للمؤمن من حرمة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى , ولهذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستغل المجامع العظيمة كالجمعة و أيام الحج الحج الأكبر . فكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكرهم بهذا الأمر وهو وجوب الحفاظ وعدم الإعتداء على حرمة المسلم في ماله وفي عرضه وفي دمه .
هذه ثلاثة أمور جاء الشرع بالتنيه عليها , إذ لا يجوز لمسلم أن يأخذ مال أخيه المسلم نهبا أو سرقة أو غشا أو إحتيالا لأنه لا يحل لمسلم أن يأخذ مال أخيه إلا بطيب نفس , حتى ولو أعطاه ذلك المال وهو مكره أومكره بهذا الفعل فإن هذا لا يكون حلالا على الآخذ . والله – سبحانه وتعالى – في آية عظيمة في سورة البقرة وهي أطول آية في القرآن الكريم في قوله – جل وعلا : *** يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فأكتبوه *** هذه الآية قال عنها بعض أهل العلم إنها أرجى آية في كتاب الله , وقالوا أن وجه الرجاء فيها أن الله سبحانه وتعالى حافظ فيها على مال المسلم صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا , فأوجب ما أوجب من الأحكام في حفظه والمحافظة عليه .قالوا إذا كان هذا في المحافظة على مال المسلم الذي هو في الأصل مال الله يأتي وينهب فما بالكم بحرمة دم المسلم .
وكذلك ما جاء في الحفاظ على عرض المسلم , عرض المسلم مصان سواءا في نفسه أو في أهله , وتعلمون ما جاء من النصوص الكثيرة نصوص الوعيد في من يغتاب المسلمين ويتعرض لنهب أعراضهم ويتكلم فيهم بغير حق ,أو يتكلم في أهلهم وذويهم ماجاء من الوعيد الشديد في ذلك .
وكل هذا فإنه لايصل ذلك التحذير الذي جاء في عدم الإعتداء أو المساس بحرمة المسلم في دمه , ولهذا حرم الله سبحانه و تعالى لغير الحاكم أن ينفذ الحدود فبعض الحدود فيها إزهاق للنفس أو إزهاق للروح ولكن هذا بحق . لأن الله - سبحانه وتعالى – شرع القصاص لتكون حياة للناس كما قال الله – سبحانه وتعالى - : *** ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب *** ومع ذلك فإن الحاكم إذا لم ينفذ هذه الحدود لسبب أو لآخر فإنه لا يجوز لأحد غيره أن يتولى هذه المهمة , ولهذا لابد أن يصبر الناس على ما ينالهم من الأذى , ولهذا لا يستطيع الإنسان أن يقيم الحد بنفسه .
هذا إذا كان الإنسان معتديا إذا كان الإنسان ظالما إذا كان الإنسان يسرق ويفعل و إلى غير ذلك , لا يجوز للناس أن يقيموا عليه الحد لا يجوز أن يقطعوا يده ولا أن يزهقوا روحه إلا للحاكم الذي يرى المصلحة في إقامة الحد عليه .
إذن فما بالكم أيها الإخوة إذا كان الإنسان هكذا من تلقاء نفسه يزهق أرواح إخوانه المسلمين بغير ذنب وبغير حق , لا شك أن مثل هذا الأمر لايخاطب به أمثالكم ممن يفهمون هذه الأمور ولكن أنا أريد أن أبين أمرا مهما جدا وهو أن الناس قد لا يصلون إلى مثل هذه الأمور , لا يصلون إلى مثل هذه الإنحرافات في السلوكات وفي العمل وفي التنفيذ إلا بعد أن يستقر في أذهانهم ذلك الفهم الردئ المهبول المعوج الذي ليس عليه أثرة من علم ولا يبنى على أساس فهم سليم من علماء هذه الأمة من الأولين والآخرين ومن المتقدمين والمعاصرين .
الإنسان أيها الإخوة لا يجوز له أن يجتهد في فهم النصوص بنفسه . الله – سبحانه وتعالى – جعل لهذه الأمة علماء وفقهاء ودعاة وقد يجتمعون على بعض الأمور وقد يتفقون وقد لا يتفقون وهم يمجدون أحكام الله – سبحانه وتعالى - إذن فيجب على غيرهم أن يطيعوهم ويتبعوهم .
ولذلك جاء في أصل من أصول أهل السنة والجماعة كما يقول *** إبن أبي زيد القيراوني *** وغيرهم ممن كتبوا في عقيدة المسلمين : *** وتجب الطاعة لأمة المسلمين من حكامهم وعلمائهم *** لأن الله – سبحانه وتعالى – يقول : *** يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم *** . وقد ذهب كثير من العلماء إلى أن قول الله – عز وجل - *** و أولي الأمر منكم *** المقصود بهم *** الأمراء والعلماء *** .فالصلاح وإزالة الفساد والتقويم هذا كله راجع إلى هاذين الصنفين , إلى الامراء و إلى الحكام .إذن فما على الناس إلا أن ينصاغوا وينقادوا و يطيعوا وأن لا يجتهدوا بأهوائهم .
أقول لعل النوع الذي أوصل كثيرا من الناس إلى مثل هذه الإنحرافات في السلوكات وفي العمل هو جهل المجتهدين , ولهذا لابد علينا نحن الآن حتى يعمل الإنسان للمدى البعيد أن يستأصل مثل هذه الفهوم الضالة , وذلك بنصح الناس وتعليمهم وهدايتهم إلى الأصل الأصيل , إلى القرآن وإلى السنة كما فهمها الأسلاف , إلى أقوال أهل العلم الذين كانوا كثيرا ما يذ كرون في كتبهم وفي مقالاتهم و في أحاديثهم يحذرون من مجالسة أهل البدع و الأهواء ويجمعون على وجوب هجر أهل البدع و أهل الأهواء لأن في مجالستهم ضرر على الإنسان .
كل ما وقع فيه كثير من الناس من الفساد والإفساد في الأرض فهو نتيجة هذه الخلطة السيئة لمن هب ودب , فكل من سمع له كلام أو خطبة أو حديث ربما قد يسحر العقول ويأخذ بالألباب , ترى الناس يأتون إليه من كل حدب وصوب ويلقون أسماعهم وقلوبهم لسماع هذا الحديث , ولعل قد يكون فيه من الفساد ومن البعد عن فهم الدين الصحيح وما الله – سبحانه وتعالى – به عليم .
إذن أيها الإخوة إذا أردنا أن نزيل مثل هذه الرواسب مثل هذه المفاهيم الضالة من عقول شبابنا خاصة , فعلينا أن نبذل ما في وسعنا من الجهود في العلم والتعليم وبذل النصيحة لهؤلاء حتى نتمكن من إستإصال هذه الأفكار الضالة , وحينئذ وربما بعد وقت طويل يفهم الناس ما الذي يجب عليهم في دين الله – سبحانه وتعالى – وأن كثيرا من الأمور لا يسوغ للإنسان أن يجتهد فيها , وإنما هي من نصيب ومن عمل العلماء والحكام والأمراء.
وهذا ربما الحديث قد يكون فيه الكلام كثير ولكن بحسب أن ننبه إلى هذا الذي جرى وتعلمون ماوقع في هذا الأسبوع المنصرم من هذا التفجير الأعمى والإبادة وإزهاق أرواح المؤمنين بغير ذنب ولا سبب في ذلك ولا ذريعة تسمح لهم بمثل هذا الفعل .
فلا شك أن المؤمن بعيد عن مثل هذه الأمور ولايمكن له أن يرضى بها بل عليه أن يسأل الله- سبحانه وتعالى - ويدعو الله – سبحانه وتعالى – بأن يزيل عنا مثل هذه الإنحرافات ومثل هذه الأفكار الضالة وأن يستأصلها من عقول شبابنا , وأن يهدي إخواننا وجميع الناس من هذه الأمور التي تقود بهم إلى مثل هذه الافعال الشنيعة حين يرتكبون مثل هذه المجازر هنا وهناك في حق الصغير والكبير , وهذا كما قلنا لاشك أنه ليس من عمل المسلمين وليس من عمل الذي يخاف الله – عز وجل – ويرجو لقاء الله – سبحانه وتعالى - .
لأن المؤمن يعلم أن الله – سبحانه وتعالى - لما نصح ولما ذكر صفات عباد الرحمن قال من جملة صفاتهم : *** والذين لا يدعون مع الله إله آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق *** . فكان من أعظم الذنوب قتل النفس التي حرم الله بغير حق . الذي جعله الله – سبحانه وتعالى – بعد نهيه عن الشرك فدل أنه من أكبر الذنوب وأعظم العظائم قتل النفس , ولهذا كما جاء في الحديث : *** لو أن أهل الأرض والسماء إجتمعوا على قتل إمرئ مسلم لأكبهم الله – سبحانه وتعالى – على وجوههم في النار *** أو كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
فحرمة المؤمن عظيمة فعظموا هذه الحرمات عباد الله ولاتستطيلوا في ذكر أعراض المسلمين والتهوين من حرماتهم , فإن هذا الأمر يؤدي بكم إلى غضب الله – سبحانه وتعالى - , والله – سبحانه وتعالى – نسأل أن يوفقنا لما فيه الخير وأن يجعل بلدنا وسائر بلاد المسلمين آمنا مطمئنا وأن يرزقنا الهداية والعمل الصالح إنه – سبحانه وتعالى – ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا , والحمد لله رب العالمين . | |
|