المدير العام Admin
عدد الرسائل : 435 : السٌّمعَة : 0 نقاط : 177 تاريخ التسجيل : 17/05/2008
| موضوع: صبــــــــــر مجـــــــــــــــــــــــــــاهد الأحد 24 أغسطس 2008 - 1:32 | |
| دَعني فقد عِفتُ الدَنايا والهزَل *** وسَئمتُ مِن عَزفِ الرَبابةِ والزَجل دَعني فَمالي في الهِيامِ وفي *** الهَوى دَأبٌ فكم أبصَرتُ من خطبٍ جلل
دَعني ألوذُ بعُصبةٍ قد رابطوا *** في الثغرِ إنَ رباطهم خيرُ العمل آوي إلى فئةٍ أُبايعها على *** دربِ الجهادِ لنبعثن فيهِ الأمل
فلقد علمتُ بأنهُ الدربُ الذي *** من سارَ فيهِ فإنهُ حتماً وصل إن لم يذُق طعمَ الشهادةِ عاجلاً *** فالنصرُ والتمكينُ ما بقيَ الأجل
أبلِغ نساءَ الحي أني راحلٌ وكذا *** الكواعبُ من صواحبنا الأول ولئن سألنَ عنِ الذي ولى إلى *** أرضِ الرباطِ فقل إلى خيرٍ رحل
ولتُقرئ الأمَ الحنونَ تحيتي وسلَ *** الرضا فالسخطُ ليسَ بمحتمل وإذا رأيتَ مدامعاً رقراقةً في *** عينها والدمعَ مدراراً هطل
ولسانَها بالذكرِ يلهجُ دائماً *** يدعو المهيمنَ ضارعاً عزَ وجل يا ربُ أهدئ روعتي بثيابهِ *** واجمع لنا شملاً بلقيا من رحل
فالزم يديها كي تُغالبَ جرحها *** فالجرحُ إن لاقى المغالبةَ اندمل وامسح على رأسِ الصغيرِ مكفكفاً *** عبراتهِ ولتصنعن منهُ المثل
فإذا ترعرعتِ المكارمِ قل لهُ *** أبنيَ سر نحو الشهادةِ في عجل وإذا أتتك الزوجتانِ كلاهما *** ناحت كما ناحت حماماتُ الزجل
ورأيت من طول البكاء نقابها *** كغمامة مزنت وآفتها الوجل فقلن أليسَ العهدُ بينكمُ على *** أنَ الجهادَ سبيلُ ذياكَ الرجل
الله في عهدٍ توثقَ بينكم لا *** ينقضُ العهدَ الموثقَ من عقل والله أسألُ أن يلملمَ شملكم *** في الخلدِ أو قبلَ المنيةِ في عجل
وإذا رأيتَ الشيخَ يضرِبُ كفهُ *** يوماً بأخرى في مقاومةٍ ملل ويقومُ لو ظنَ المرابطُ بيننا ما *** كانَ ألجاهُ إلى ما قد فعل
أخبر أبي ذاكَ الصبوَر أيا أخي ***أني تميزتُ الحقيقةَ من زغل
فإذا الحقيقةُ أن ملةَ أحمدٍ ما *** كانَ يحجبُها عن الموتِ الوجل
فشققتُ دربيَ للرباطِ وإنني في*** الثغرِ أدركتُ الجبانَ منَ البطل أو يستطيلُ الصربُ في أعراضنا ***ودماءنا تجري إلى سفحِ الجبل
تُسبى العفيفةُ يُستهانُ بسترها ***وتقادُ لا تدري إلى أينَ النُزل قد أوثقوها بالقيودِ فلا تسل في*** جسمها أبتاهُ ما فعلَ الجمل
وإذا بنوها يركضونَ بإسرها ***يتوددونَ الوغدَ في خوفٍ وذُل فصغيرهم يحبو وآخرُ منهكٌ*** متعثرٌ في مشيهِ يشكو الكلل
وإذا الحقودُ يُريدُهم برصاصهِ ف***يُحيدُهم صرعى كعصفٍ قد أُكل ومساجدُ التوحيدِ ما عدنا نرى ***في ساحِها إلا قساويسُ الدجل
تهوي المآذنُ بعد طولِ شموخها كي*** ترفعَ الصلبانُ في أعلى الطلل والمسلمونَ يذبحونَ فلا ترى من*** مُنكِرٍ في الأرضِ من شتى المِلل
سبعونَ ألفاً هُتكت أعراضهن ***ومئاتُ آلافٍ حصيلةُ من قُتل أما الدمارُ فلا تسلني إنهُ ***متزايدٌ في كل يومٍ لم يزل
أبتاهُ هل تحلو الحياةُ لمثلنا ***وجموعنا في كلِ أرضٍ تُستذل أيطيبُ عيشٌ للبرايا يا أبي*** وهلالُ عزتِنا السليبةِ قد أفل
أتَقرُ عيني يا أبي وأنا أرى ***بدِماءِ أخواني العدوَ قدِ اكتحل كلا فقد أيقنتُ أني ميتٌ والموتُ ***أحلى في الرباطِ منَ العسل | |
|