قالت : لك الود إن العقل قد غرِقا *** وإن ثـغـرك مـكـمـوم فما نطقا
وإن قـلبـك بالآهات قـد سـُكِـبـتْ *** دماؤه، فارتوى الباغي وما شَرِقـا
رأيتُ جفْنَيكَ هذا اليـوم قـد ذبـَلا *** ودمع عينيك يجري مُحدِثاً طرُقا
قالت: لك الود إن الجسم منـهدم *** ماذا أصابك حتى تلبس الخَلِقـا؟
فـقـلـت : عـفْـواً أيـا قلباه إن هنا *** تـنازلاتٍ ونهـجاً سار مُعتنَقا
ألا اتركيــني أيا قلبــاه مـنــفرداً *** فإن جرحي عميق قد غدا نـفَقا
فـلو علمتِ بما قـد صارما نـطــقــتْ *** لـسـانُـك الـيـوم لوماً نحْونا انطلقا
ولـو علمتِ بـمـا قـد دار مالــفــظـتْ *** أنـفـاسُـك اليوم حتى تُصْدِر الرَّمقا
ياأرض يافعَ هلا الـيـوم قـد شـهِـدتْ *** جــبــالـُكِ السودُ حزْناً عالياً سمقا
فـإن فـيـك رجـالاً حـسـْبـهـم سـكـتـوا *** عـن الـذى يـمـتطي الأفكار إذ نعقا
يا أيهـا الـتـائـهُ الـحـيـرانُ مـنْـطَـلَـقـاً *** أَرْبـِعْ على نـفـسك الوحيان قد نطقا
بـأنــك الـيـوم قـد أبـْعـَدْتَ مـنـتـَجَـعا ً *** حـتـى وقـعْـتَ بـأقوال مضتْ حنَقـا
حكَّمتَ عقلك حـتـى صِـرْتَ مـرتـكِـسـاً *** فـي لُجَّةٍ مـن مـضـى فيها فقد غرقـا
وأرض يــافــعَ هـذا الـيـوم قـد نـطـقـتْ *** إن الـحـقـيـقـة يـبـدو صـبْحُها فلَقـا
ناديتُ وديانَهــا كيما تصـــدقني *** ساءلتْ وجدانَها قولاً وقد صدقــا
بأن عبد المجيد اليوم زار بِها *** أرضاً (رُساباً) وفيها الشر قد صُعِقــا
حزبيـةٌ قــوله فيهـا محـرمـةٌ *** وواجبٌ فعْلُها يا بؤسَ ما نطقا
وأن من لم يقم فيها تراه مضى *** مخلَّفاً عن دروب الحق ما لحِقا
يا أيها الشيخ إن الويل أجمعه *** في ذا التحــزب كم صفـاً لنا فلَقـا
فقلت:يا شيخ إن (الكامرا) اشتغلتْ *** فقال: دعْها ففيـها الخير قد غدقا
دعْـك التشــددَ يا هــذا فإن لـها *** حكمَ الجواز وترجيحي بها انطلقـا
قد كنتُ مثْلَكَ في أرض الحجاز ولمْ *** أكــنْ لأرضى بــحـكـمٍ صــار مختلَقا
ألا ترى صورة الوجه التي عُكِستْ *** من المرايا لها حلٌّ مضى طُــرُقـا؟
ألا ترى صورة الوجه التي عُكِستْ *** من المياه بِها حلٌّ غدا فــلَــقــا؟
فقلت: ياشيخ ذاك القولُ أجمعُه *** يجري بعقْلٍ وما نـــصٌّ به نطقــا
قد كنتَ يا شيخُ بين الناس مرتكَزاً *** لسنةٍ ترفعُ الإنـــســانَ منطلَقــا
حتى غدوتَ لأحزابٍ مفــرِّقــةٍ *** لوحدة الصف مِعـواناً وممتشِـقـأ
مُدافِعاً عن دروب الحزب ما فَتِئَتْ *** يمينُك اليوم تُرسي رُكْنَه غسَقــا
ترسي دُروب بني الإخْوان كلِّهمُُ *** بل صرتَ صرْحاً منيعاً دوننا سمَقــا
رفعتَ شأن بَنِي البنا وصرتَ لهم *** مطيةً كي يردُّوا سـُـــنــةً حنَقــا
أما علمتَ بأن القـوم قد غـرقوا *** إلى الدماغ بجهـلٍ شــرُّه دفَـقـــا
أما علمتَ بأن القوم قد سقطـوا *** بحمـأةٍ في ردى التقليد إ ذ خفـقــا
يدعون للكثرة الشعـواء ليلَهمُ *** ويحسـبون بِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِها ذا الشرُّ قد زُهِقــا
وإن بدا فيهـم العـاصي بمبـدئه *** مـا أنكـروا إنما سـاقــوه مـرتـزَقــا
مظاهراتٌ بفعْل الغرْب قدوتُهـم *** أحفادُ ماركسَ أو لينـينَ منطلَقـا
إذا نظـرتَ إلى الأشكال خاويـةً *** شبَّهتَـهم بقطــيع الضـأْن متفَقـا
تلك الشواربُ للأذقان قد سُدِلتْ *** أما اللُّحى فلَها المسكينُ قد حلقـا
عبد المجيد عيون الحزب راضيةٌ *** فقد شققتَ لهم من دوننـا طرقــا
أمَّا الذين لدين الله قد نشَروا *** وسـنةً رفــعُــوهــا تــبــلُغ الأُفُقــا
فمـا رأوا منـك إلا الطعـن تقـذفـه *** بأنَّهم خُلَّـف كم سـهمُهـم رشَقــا
لا والذي فلَـقَ الإصـباحَ ما قذفـوا *** بفــريةٍ أو رمـوا شراً لكم سحقــا
لكنما نصحـوكم حينما لفظـتْ *** أفواهــكم وأتتْ سُوءاً لكم مَحَقــا
كم هُوَّةٍ قـد مضتْ تزري بأمتـنـا *** وجانبتْ كل حــقٍّ أحدثتْ خرَقــا
ياطالب الحق فاسمع بعض ما فعلوا *** إذ في التنازل دينٌ صـار مـعْـتنَـقــا
مِن ذاك ما كان في التنسيق مِن خطَرٍ *** معْ حزْب بعْثٍ وما في الحزب مَن نطقــا
بأن ذاك حــرامٌ يا أخــا ثقـةٍ *** وأن ذاك مــوالاةٌ لـــمـــن غَــرِقــا
وأن ذاك مُعــاداةٌ لخالقـــنــا *** مَن صاحبَ الكفرَ لاقى بعدَه الحَرَقــا
وأن مِن ذاك ما السودانُ قد شهِدتْ *** مِن وِحْدة الصف لا فرقٌ به افـترقـا
فكلُّهـم إخـوةٌ لا فــرق بينـهــمُ *** بين النصارى ولا الإسـلام معتَـنَــقا
تقاربٌ في المسافات التي بعُــدتْ *** فهكــذا كاتب ُ الإخـْـوان قد نعَقـا
وآخر القول ما صـنعـاءُ قد شهِدتْ *** مِن مجـلس الـود للأحـزاب متفَـقـا
كم خبيةٍ قد مضى الإسلام يشْهدهـا *** وذِلةٍ أُ سُّـــهـا الإخْـوان منطلَـقــا
عبدَ المجيد ألا عُدتم لخالقــنـا *** وقـلْبُكم بكتاب الله قــد عَـلِــقــا
دفاعكـم ليكــن لله معتقــداً *** فإن يكن دون حزبٍ فاشهدِ الغرقــا
يا أرضَ يافـعَ عذراً إن نبا قلمي *** فإن قسـوتُ فذاك الحب قد صـدَقــا
فإن فيك من الأحبـاب منتـجَعـاً *** (ولا محالةَ أن يشتاق من عشِقــا )
وجـدتُ فيكِ دروب الحق سـائـرةً *** فـإن فيـكِ رجالاً جِدُّهــم سـبَقــا
لا تبتغي من كبار الناس حزْبيَةً *** وإنمـا تبتغي الـحــق الــذي انطـلـقــا
وإنما تبتـغي في دربِـها سـنـناً *** من شرع أحمـدَ كـم ألقى وكـم نطقــا
يا وادعيُّ فسِــرْ في الناس داعـيـةً *** فـدولة الحـزب صارت بعـدكم مِـزَقــا
كن ناطقـا ً بكـلام الله ممتشـقـاً *** هـديَ الرسـول سيجلو نورُه الغسقــا
أيا بيــان فكن رشــاش دعـوتنا *** مصـوَّباً نحو من أبْدى لنا عنُقــا
ثم الصـلاة على المختــار سـيدنا *** ما ضأضأ البرْقُ في شامٍ وما بَرقــا