شـمـس الـعـلـوم علـى البسيطة تسطع = تَــهــدي الأنــام ولـلـجـهـالة تقـمـع
كــنا نــعـيـش بـِهـا وفـي أكـنـافــها = حــتــي أتـى خــطـــْبٌ عظـيم مـفــزع
أن ابـن هــادي قــد تــفــاقــم داؤه = بل سار لـيلاً نـحــو صــنــعا يــسـرع
فـإذا بـشـمـس الـعـلم يخفـت نور ها = فـي أرض دمــاجٍ فــخــاف الـــركَّــع
وهــنـاك خـيَّـم فـي ربـا هـا حز نـنا = واشـتـد كـربـي حـيـن يـدنـو المضجـع
فمـضــيـت أسـأل أيـن شـيـخ بـلا دنـا = أيـن الــذي يـدعـو الـقلوب فـتخـشـع؟
أيــن الـذي كـانــت مــجـالـس درسـه = عــطـراً يــفــوح ومــســكه يـتـضوَّع؟
أيـن الــذي كــانــت بـه أنــفــاســنـا = تــزكــو إذا غــاب الـربـيـع الُـمـمـْرِع؟
ذاك أيـن هــادي إن تــحــدَََََََََََََّث مـــرة = فـــنـــودُّ أن حــديـثــه لايــُقــطــع
وهنا أجابـونـي وفـي كـلـمـاِتــهــم = أمـر عـجـــيـب والــحـقــيقـة أوسـع
أن ابـن هـادي صـار يــد عـو جـهـرة = فـي أرض صــنـعـا حــيـن طـاب المـشْرع
ويـــصــيِّـرنْ دور الــعــلاج لِــضــرُهِّ = دوراً لذا التـعلـيـم فـــيـهـا يـنـفــع
أر حـلـتَ مـن أجـل الـدواء لـضـركـم = أم كي تـقـود لـنـا الـقــلـوب وتـجـمـع ؟
حتـى مضت تلـك الـجـمـوع غـفــيـرة ً = كـيــمـا تــشــاهــد شـخـصـكم وتجمعوا
من كـل فــج أقــبــلـوا فــعـقــولـهـم = مــشــدوهـةٌ وقــلــوبُـهــم تـتــقــطَّــع
فــإذا رأوك تــبــددت حــســـراتُـهـم = وتــلـذذوا بـلــقــائــكــم واســتـمـتعـوا
وهــنـا أقـلِّـب لـلـقــصــيـد دفــاتـري = مــتـرسٍِّــلاً وشــتـاتَ فــكــري أجـمــع
وأقـول:إنـك يـا ابـن هــادي شــامــةٌ = فـي غــرة الــتــاريــخ أنــت المــرجـــع
وأنا أقــلِّب فـي الــورى صــفــحـاتــه = فـإذا لـصــفــحـتـكــم بــيـاض يـنــصــع
مـن ذلـك الـرجـل الـعـظــيــم فـقَـدرُه = فــوق الـولاة ولــيــس فــيـهــم يـطــمع
لـو كـان يـبـغـي فـي الـولاية مــنـزلاً = مـــافـــات ذاك إذا تَـــحــرََّك أصـــبـــع
لـكـنــه يــرجــو بـــجــنــة ربـه = داراً عـــظـــيـــمـــاً إن ذلـــك أرفـــع
حـتـي أتـى أهــل الزعــامــات التـي = خَـشَـعــتْ لـه أربـاُبـهــا وتــخــشََّـعـوا
وهـتـاك يـلـقـي بـالـنـصيحة شامـخًا = في رفعة والقِـمْـش يــصـغــي يــســمــع
ويجـبيء مـن أهـل الـعـمـائــم زمـرةٌ = مـمن لـهـم فـي ذا الــتــحــزب مــرتــع
فـهـنـاك مـن يـرجـو شفـاكـم رافـعًـا = كــفَّـــيــه يـــدعـــو ربــه يــتـضـرع
وهناك من عرف الحـقـيـقـة حـســبـه = فـي الاعـتــراف بـأن عــيـنـاً تـدمـع
لكنهم منعتـهـمــو الــدنــيــا فــمــن = سـلــك الــتــحــزب غــالــبــا لا يرجع
وأتيتَ حـقًــا جـامــع الـخـــير الـذي = سنــن الـهــدى تـعــلــو بـه بـل تـرفــع
فلذاك أقـبـل نـحــوكــم طــلابُــكــم = مــن كـــل صـــوب نــِعــمَ ذاك المـــوقــع
فـأخـذت تـنـشـر مــن لآلـئ درسـكـم = دررًا فـهـل فـي عـلــمــكــم مـن يـشـبـع
ذكرتنا عـصر الأئــمــة قــبــلــكـم = مـمـن لــهــم فــي الــعــلــم شــأن أرفــع
كـابـن المـبـارك أوكـســفــيـان الــذي = وافـي ابـنَ راشــد دعــوةً فــتــجــمـــعـوا
نـشـر الـثـلاثة لـلـهـدى فـي أرضـنـا = فـــإذا ابــن هــادي لــلـثــلاثــة مَــرْبَــع
حـتـى أتـي أهـل الـصـحافـة جـهـرةً = مـسـتـفـــهـمـيــن وكــم جــوابـك مـقـنِـع
لا لـم تــخــف فـي الله لــومــة لائـمٍ = فــنـصــحــتـهـم بـالحـــق لا تــتــزعـزع
كـــان الـقــــراربــــأن دارعلاجـكـم = ألــمـانــيــا والأمــرحـــقــــأمـــفــــجــع
فإذا به يـأتـي الــقــرارُ بــأنـكـم = ســتــغــادرون إلـى الـريــاض وتــرجــع
سبحان ربـك كـيـف شـاء بــأنــكــم = تــتــوجَّــهــون لمــكــةٍ فــلــتـــســرعـوا
فاشرب بِها من ماء زمــزم شــربــةً = كــم عـشْــتَ دهــراً تـشـتـهـيـه وتـطـمـع
بـالبـيـت فـلـتـكـثِـر طــوافًــا إنــه = هــدْي الـــرسـول وشــكـر ربــك أنــفـــع
فـي دولـة الـتوحيد كــان مــؤسِّــسًا = أركــانَــهــا عــبــدُالــعــزيــز المـــبـــدع
بـل ســار فــي مـنـوالــه أبـــنــاؤه = مــمــن لــهــم أســـمــى المــقـــام وأرفــع
نصروا بِهـذا العــصــر شــرع إلـهنا = والــعــالمِــيــن بــه ومــن قـــد يــنـــفــع
عـلَّـمـتَـــنـا شــيــخَ المـكـارم أنــنــا = نـشــدو بــمــن يـلــقـي الـجــمـيل ونرْفع
نـجـزي أولـي الإحسـان إحساناً فهل = نـوفـيـهـم فــي الـفــضــل مـاقـد وقََّـعـوا؟
ولـقـد نـزلـتَ بـدار عـالــم عـصـرنا = بـالـجـرح والـتـعـديـل لا يـتضعــضع
أعـنـي ابـن هـادي يـاابـن هادي إنه = أضــحـى ربــيـعـاً فـي لـقـائـك يُمـْرِع
حـيـاكــمــا الــرحــمــن مـاآواكـمـا = دار بِــهــا هــدْي الــنـبـي المــرْجـع
ثــم الـصـلاة عـلـى الأمـيــن مـحـمـد = مـن سـوف يـأتـي فـي القـيـامة يشفعبقلم الشاعر/ أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
وفقه الله