الإساءة للنبى – صلى الله عليه وسلم - تؤكد : الإرهاب والعنصرية الوجه الآخر للحضارة الغربية
مجدى داود **
إن الدول الغربية لتفخر اليوم وتعتز بهذه الحضارة والمدنية المزعومة ويتهموننا نحن العرب والمسلمين بأننا دعاة للتخلف والرجعية وبأن الإسلام دين يدعو للتخلف وأن هذه الرجعية هى دعوة محمد صلى الله عليه وسلم , وللأسف الشديد فإن بعضا من بنى جلدتنا وأمتنا ممن يدعون الثقافة والعلم والإستنارة قد ألغوا عقولهم ووضعوا كتب التاريخ وراء ظهورهم وأغمضوا أعينهم عن الواقع الذى نعيشه اليوم وراحوا ينساقون وراء هذه الحضارة المزعومة والمدنية الكاذبة والإنسانية المفتراة , هذه العقول المغلقة التى تمردت على قيمنا الإسلامية الحميدة وأفكارها الرشيدة نسيت كل الجرائم التى نتجت عن هذه الحضارة المزعومة من قتل وتدمير وخراب على مدار الزمن قبل وبعد الإسلام فتاريخهم أسود لا بياض فيه وظلام لا نور فيه , وما كان فيه من نور فقد استمدوه من الحضارة والثقافة الإسلامية قبل أن يغتالوها ويقضوا عليها .
إن هذه الحضاة الغربية المزعومة ليست إلا قناع تتوارى خلفه أفكار العنصرية والإرهاب اللعين الذى يرموننا به وهو جزء أصيل من ثقافتهم وحضارتهم على مر العصور , ولكنى هنا لن أذهب إلى العصور القديمة جدا , ولكن سأتناول بعضا من المواقف التى رفعوا فيها قناع الحضارة والمدنية عن وجههم القبيح بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتشار الإسلام فى أسيا وأفريقيا , سألتقط بعض المشاهد التى تدل على زيف هذه الحضارة التى يدعونها ومنها على سبيل المثال لا الحصر :-
_ حشد هؤلاء الصليبيين جيوشا كثيرة من الموالى والعبيد وتوجهوا بها إلى المشرق العربى وبلاد الإسلام , بحجة تحرير بيت المقدس من المسلمين , بعد أن كذبوا ونشروا أخبارا كاذبة ملفقة ومفتراة عن تعذيب المسلمين للحجاج النصارى فى بيت المقدس ومنعهم من حرية ممارسة العبادة , فجاءت هذه القوة الباطشة ومرت من بلاد الشام فقتلت من قتلت من الرجال والشيوخ الذين حاولوا التصدى لها وأهلكت الأخضر واليابس , حتى وصلوا إلى بيت المقدس , فدكوا السور المحيط بالمدينة ثم دخلوا فقتلوا كل أهلها المسلمين من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال حتى سالت الدماء فى الشوارع ووصلت إلى منتصف الأرجل , وهدموا كل المساجد والمنازل وحولوا المسجد الأقصى المبارك الى حظيرة للخنازير , وعندما بدأ المسلمون فى استجماع قواهم وتوحيد صفوفهم وبدأوا فى تحرير البلاد الإسلامية من دنس هؤلاء الصليبيين , عاملهم المسلمون بكل رحمة ورأفة , فلم يقتلوا طفلا ولا إمرأة , وعندما وقعت الهدنة بين صلاح الدين والصليبيين , لم يحترموا عهدا ولم يفوا بوعد , فقد هجموا على قافلة للحجاج المسلمين كانت ذاهبة إلى بيت الله الحرام وقتلوا الكثير ممن كانوا فيها ولم يرحموا أحدا ( وتروى بعض الكتب أن والدة صلاح الدين كانت ضمن هذه القافلة ) , وهجموا أيضا على قافلة تجارية كانت قادمة من الحجاز ومتجهة إلى مصر فقتلوا من فيها من الرجال وسلبوها وأخذوه إلى حصونهم , بل وازدادت حماقتهم ووقاحنهم إلى الدرجة التى فكر فيها أحد قادتهم ويسمى ( ريموند ) إلى الذهاب إلى أرض الحجاز المباركة وإلى المدينة المنورة لينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذهب إلى مكة ليهدم بيت الله الحرام ولكنه لم يستطع فقد رجالا كالجبال قتلوا الكثير ممن معه وفر هو هاربا وعاد إلى حصنه فى الكرك , ولكن روعة الإسلام ورحمته بالناس فى أنه ( ولا تزر وزر أخرى ) , فعندما تمكن القائد المجاهد صلاح الدين من رقاب هذا القائد وملكه لم يعاقب الملك على هذه الجريمة الكبيرة بحق الإسلام والمسلمين والنبى الكريم مع أنه من الطبيعى أن يتحمل القائد والملك جرائم الأمير , ومع هذا الأسلوب الرائع فى التعامل مع العدو , لم يحترم هؤلاء هذه الكرم وهذه العفو من القائد المسلم , بل تمادوا فى غيهم وحقدهم , ومنعوا القائد المسلم من دخول مدينة القدس , وحمعوا له ما تبقى من قوتهم ليقاتلوه , ولكنهم بعد ذلك استسلموا ولكن القائد العظيم عفا عن غير المقاتلين من الشيوخ والنساء والأطفال , ولكنهم لم ينسوا حقيقتهم وأنهم مخربون ومدمرون وعنصريون , فقد راحوا يدمرون بيوتهم ومنازلهم ويخربون كل معلم جميل فى المدينة ويسرقون كل ما يقدرون على حمله من الأموال .
هذه فقط صورة قبيحة من صور العنصرية والإرهاب الغربى الذى يسمونه حضارة , نعم هذه هى حضارتهم , حضارة القتل والدمار والخراب .